الاثنين، 6 سبتمبر 2010

استقبال العيد عند حاملة دعوة ما بين الأمس واليوم


بسم الله الرحمن الرحيم

في مثل هذه الأوقات من كل عام وفي أواخر رمضان ، تكون الأجواء مليئة بالاستعداد للعيد ، وهذا الاستعداد يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لغيره ..
وهنا سأتكلم عن نفسي وعن تلك الاستعدادات عندي ما بين الأمس واليوم ..
طبعا كنت وما زلت والحمد لله مسلمة موحدة مؤمنة تؤدي الفروض والعبادات كما أمر الله تعالى ،،
ولكن سبحان الله ، شتان ما بين الأمس واليوم في كثير من الأشياء .. ومنها استقبال العيد واالتحضير له .
كيف كان هذا الاستعداد وكيف صار !!
ماذا كانت الاهتمامات وكيف تغيرت !!
وكيف ولماذا حصل هذا التغير ؟!

فيما مضى كنت انشغل في هذه الأوقات بالتفكير في ماذا اشتري للعيد من ملابس وأشياء !!
أين سنذهب من أماكن ورحلات للترفيه عن أنفسنا والاستمتاع بأجواء العيد !!
ما هي الحلويات والأطعمة التي سنعدها في أيام العيد !!
كيف سأتابع الحلقات الأخيرة من مسلسلات رمضان وأنا في انشغال بالعيد !!
ماذا سأشتري " بالعيدية " بعد انتهاء العيد وكيف سأنفقها في متع الدنيا المباحة ؟!
و و و و من اهتمامات فارغة مليئة بحب الدنيا والرغبة بالاستمتاع بمباهجها قدر الإمكان ..

كنت كذلك أفكر بالناس وبحال الفقراء والذين لا يستطيعون التمتع بالعيد لقلة المال معهم ، وأحاول مساعدة بعضهم إن استطعت ، ولكن كان هذا محصوراً في منطقة سكني ومعارفي وربما المدينة ، ومن منظور فردي حسب وجهة نظري في النظرة للأمور من ناحية دينية وأخلاقية بحتة .
ماذا بالنسبة لبقية فقراء المسلمين في العالم ؟ ماذا بخصوص أوضاع المسلمين في كل مكان ؟
لم يكن هذا ضمن دائرة اهتمامي وتفكيري فكل دولة بها أناس وجمعيات عندهم الأخلاق الإسلامية والوازع الديني الذي سيساعدون غيرهم من الفقراء والمساكين .

كنت أحرص على أداء العبادات والنوافل والتسابق في كم مرة أختم قراءة القرآن الكريم خلال هذا الشهر الفضيل ، ولكنها مجرد قراءة وتلاوة بدون تفكر كبير وتدبر في الآيات . والحرص على الذهاب للمسجد لأداء الصلاة خاصة التراويح وكأنها فرض ، مع أنها حتى ليست مندوبة للنساء ، ولا أحرص على أداء صلاة العيد وهي المندوبة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وخلال العشر الأواخر وخاصة آخر الأيام فمعظم الوقت كان يُهدر نهاراً في التنظيف وعمل الحلويات للعيد ، وليلاُ في الذهاب للأسواق لأن أحلى الموديلات لا تكون في الأسواق إلا قبل العيد بأيام قليلة ، وما أدراكم ما الأسواق في هذه الأيام وما يكون فيها من تجاوزات شرعية أراها وأقول في نفسي بما أنني لا أتجاوزها فما لي ولغيري وأخشى عن نصحتهم أن يأخذوا مني موقفاً ويقاطعونني فألزم الصمت .

ولنأت إلى هذه الأيام وبعد حملي للدعوة ..
العيد هو العيد ، والناس حولي هم نفس الناس تقريبا في سلوكياتهم واهتماماتهم .
فماذا تغير ؟! وماذا طرأ من تبديل ؟!
تغيرت أفكاري ومفاهيمي وبالتالي سلوكياتي ، تغيرت نظرتي إلى الأمور ..
باختصار تغيرت الشخصية وأصبحت شخصية إسلامية بعد أن أنعم الله علي بحمل الدعوة .
طبعا بقيت أمور الاهتمام بالبيت واستعدادات العيد العادية ولكن لم تعد هي محور الاهتمام بل ضمن المعقول وبدون مبالغة ..
لم يعد شراء الملابس الجديدة وارتياد الأسواق من الأشياء المهمة في هذه الأيام ، بل بالعكس أصبح هناك توعية للغير من النساء عن توافه هذه الأمور وأنها تأخد من وقتهن الكثير والعمر يمضي وكل دقيقة محسوبة علينا فلا نضيعها في غير مرضية الله تعالى ..
أصبحت العشر الأواخر قدر الإمكان تطبيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تخصيصها بأعمال لا يعملها في بقية هذا الشهر، وذلك لفضلها وخصوصيتها ، ولاحتوائها على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

حتى النظرة المحلية المحدودة بالنسبة للمسلمين تغيرت ، فأصبح الاهتمام بالمسلم الذي لا يستطيع تدبير نفقات العيد في الباكستان أو كشمير أو لبنان أو الكويت نفس الاهتمام به في منطقة سكني ، فكلنا مسلمون والرابطة الحقيقية المتينة هي الإسلامية وليست الوطنية أو القومية .
والأكثر من هذا كله التغيير في النظرة المحدودة للحل لمصائب المسلمين ولعدم قدرة الفقراء على شراء طلبات العيد ، وأن الحل لا يكون بالحلول الترقيعية والفردية والصدقة الفردية والزكاة ، بل بالتغيير الجذري وإعادة تحكيم شرع الله بدل تحكيم البشر الفاسد .

فلا أملك إلا أن أقول الحمد لله ثم الحمد لله على نعمة حمل الدعوة التي بها تغيرت أمور كثيرة للافضل وأسأل الله القبول .
وتقبل الله الطاعات .. وعيد سعيد للجميع أعاده الله علينا بعز دولة الإسلام .. وكل عام ونحن لله أقرب

مسلمة

ليست هناك تعليقات: