الخميس، 13 يناير 2011

ظاهرة انتشار الإسلام في الغرب حقائق وهواجس

بسم الله الرحمن الرحيم

تنطلق في الغرب صيحات تحذير من انتشار واسع لدين الإسلام بين النصارى الغربيين،وهذا الانتشار يتبلور في مظاهر عديدة يبدو أن الحكومات الغربية بدأت تعير لها أهمية كبيرة وتنظر لها نظرة واقعية وتهلع مما تشكله من خطر داهم عابر للحدود والقارات والأعراق والأجناس والأديان... ففي تقرير نشره موقع الـ(سي إن إن) بعنوان: «النمو السريع للإسلام في الغرب» ذكر أن أعداد الذين يدخلون في الإسلام في العالم الغربي كبير جداً وهو في تسارع مستمر، وأن هناك طفرات في نمو الجاليات الإسلامية، وزيادة ملحوظة في المراكز الإسلامية و المساجد التي لم تعد تقتصر على العواصم الغربية بل تجاوزتها إلى كافة المدن الأوروبية الكبرى. ففي قلب أوروبا بدأت أعداد المساجد تنافس أعداد الكنائس في كل من باريس وروما ولندن، وأصبحت نسخ القرآن الكريم المترجمة من أكثر الكتب مبيعاً في الأسواق الأميركية والغربية إضافة إلى انتشار الإسلام في السجون، فأعداد المسجونين الذين يرغبون في دخول الإسلام يزداد يوماً بعد يوم بصورة لافتة للنظر، وهذا ما أثار الرعب والهلع داخل الأوساط الأمنية الغربية، وتحذيرهم من تنامي التيارات الأصولية الإسلامية داخل السجون. وهذه عينات قريبة من هذا الانتشار الذي يؤرق الغرب.

روسيا:
فى روسيا يبلغ عدد المسلمين 23 مليون مسلم، أى ما يمثل 20% من عدد السكان. وتتوقع مجلة “إكونوميست” البريطانية أن يمثل المسلمون غالبية أفراد القوات المسلحة الروسية بعد ستة أعوام. في شهر يوليو من عام 2008م نشرت جريدة برافدا الروسية مقالاً بعنوان: الإسلام سيكون دين روسيا الأول مع حلول عام 2050م ويأمل رئيس مجلس المفتين في روسيا بأن يصدر الرئيس “ميدفيديف” تعليمات بتشييد مسجد في مدينة “سوتشي” التي تعتبر أهم المنتجعات الروسية، وسوف تستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2014م. ووعد ميدفيديف بتلبية هذا الطلب مشيراً إلى “أن عدد المسلمين عندنا يتزايد”، ويرى أنه من الضروري أن ينشأ المزيد من المساجد في روسيا.

إسبانيا:
رصد موقع المينوتو ديجتال الإسباني التطور الذى طرأ على انتشار الإسلام خلال الآونة الأخيرة فى إسبانيا، لافتاً إلى أن الوجود الإسلامي أصبح واقعاً ملموساً خاصة فى جزر البليار التى تقع جنوب شرق إسبانيا، حيث تضاعف عدد المساجد خمس مرات منذ عام 2005م، ووفقاً للموقع فقد ارتفع عدد مراكز التلقين الإسلامي فى جزر البليار ليصبح عددها الآن 30 مسجداً، ويظهر هذا يوم الجمعة، حيث يتجمع المسلمون فى وقت الصلاة واختيار إمام لهم، مشيراً إلى أن المجلس الإسلامي بجزر البليار الذى يترأسه لونيس ميثياني الذى رأى أنه بالإضافة إلى وجود المساجد، طالب بالحصول على أراضٍ تخصص لدفن المسلمين بحسب الشريعة الإسلامية وتعتبر مقابر لهم. وأوضح الموقع أن بداية ظهور هذه المساجد من 2006م، ولكن فى 2008م، تم بناء العديد وخاصة فى جزيرة مايوركا التي في 2005م كان لا يوجد فيها سوى مسجدين، ولكن الآن فقد تضاعف أعداد هذه المساجد خمس مرات.يذكر أنه يصل عدد المسلمين في إسبانيا إلى أكثر من مليون ونصف المليون مسلم.

السويد:
وفي السويد، أدى انتشار الدين الإسلامي إلى تبوئه المركز الثاني من حيث الانتشار بين الناس. وهو ما أكده تقرير أعده المركز الإسلامي في العاصمة السويدية إستوكهولم. وقال التقرير: «إن الإسلام أصبح يحتل المرتبة الثانية في السويد بعد الدين النصراني»، وهو ما حدا بالحكومة السويدية إلى الاعتراف به وتدريسه في المدارس الحكومية هناك جنباً إلى جنب مع الديانة النصرانية، وهناك مساع حثيثة لترسيخ فكرة إنشاء كليات ومعاهد خاصة بالدراسات الإسلامية في السويد. وأكدت الدراسة، بحسب مجلة “عقيدتي”، أن الإسلام ينتشر بشكل مثير للدهشة في أوساط الشعب السويدي، رغم غياب الدعاية الكافية له حيث أشارت الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد المسلمين في تزايد مستمر، ويقدر عدد المسلمين في السويد اليوم بأكثر من 120 ألف نسمة.

ألمانيا:
تقول الإحصائيات الرسمية التابعة لألمانيا أنه خلال عام 2006م و2007م و 2008م يدخل كل ساعتين مسلم جديد في الإسلام. وأظهر استطلاع للرأي أن 39% من الألمان يشعرون بـ”قلق بسيط” من اتساع نطاق انتشار الإسلام في المجتمع الألماني بشكل كبير. وقال 22% من المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه معهد “ديماب” لقياس مؤشرات الرأي ونشرت نتائجه القناة الأولى في التلفزيون الألماني (إيه.أر.دي) في11/9/2009م، إنهم لا يشعرون بمشكلة في انتشار الإسلام. وصرحت الحكومة الألمانية أنه لا يمكن الآن إيقاف التناقص في النمو السكاني الألماني، وأنّه قد خرج عن السيطرة، وأن في عام 2050م، ستكون ألمانيا جمهورية إسلامية لا محالة.. كما صرحت ألمانيا أنّه بعد عشرين سنة يكون في أوروبا 104 مليون مسلم.

فرنسا:
أعلن وزير الاستخبارات الصهيوني بتاريخ 24 يوليو 2009م على شبكة الإنترنت يحذر من تنامي المد الإسلامي: «إنّ العالم على أعتاب تغيرات وانقلابات في ظل انتشار الإسلام»، وبلغ من تحذيره أن صاح بأعلى صوته: «الإسلام سيحوّل أوروبا بأسرها إليه في سنوات»، وتحدّث الشريط عن هذا الزحـف القادم في أوروبا، فيبدأ في فرنسا، محذّرا أنَّ عدد مساجد فرنسا قد غدا أكثر من عدد كنائسها، حتّى في جنوبها الذي يُعد أزحم المناطق في العالم بالكنائس، بل إنّ 1000 مسجدٍ منها كانت كنيسة في السابق، وأنَّ 30% من الأولاد دون سن العشرين مسلمون، وفي المدن الكبرى يرتفع إلى 45%، ويقول: في عام 2027م سيكون خمس سكان فرنسا مسلمين، وفي غضون 39 سنة ستصبح فرنسا جمهورية إسلامية. وتشير الإحصائيات أن في فرنسا 2300 مسجد و7 ملايين مسلم، ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية في فرنسا.. وهناك توقعات بأن يمثل المسلمون ربع سكان فرنسا بحلول عام 2025م. وفي دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية تقول: إن 3600 فرنسي يعتنقون الإسلام سنوياً.

بلجيكا:
ذكرت تقارير إعلامية أن عدد المعتنقين للدين الإسلامي في بلجيكا في تزايد مستمر ما يدعم صحة تقارير سابقة نشرت في أوروبا تؤكد انتشار الإسلام بصورة كبيرة في هذه القارة، وقالت إذاعة (أر. تي .إل) البلجيكية في تحقيق بثته أمس الأول إن أكثر من (300) مواطن بلجيكي اعتنقوا الدين الإسلامي منذ بداية العام الجاري، أي بمعدل يفوق الشخص الواحد كل يوم وهو ما لم تشهده البلاد سابقاً، وأوضحت الإذاعة أن اعتناق الإسلام في بلجيكا وحسب دراسة قامت بها يأتي بعد تفكير عميق ومقارنة دقيقة يقوم بها المعتنقون الجدد الذين يعثرون في الدين الإسلامي على ما يتوقون إليه على الصعيد الروحي والأخلاقي، وأوردت الإذاعة شهادات لعدد من الذين اعتنقوا الدين الإسلامي من البلجيكيين والذين أكدوا على عقلانية خيارهم وعلى قناعتهم بأن الدين الإسلامي وبعد دراسة معمقة، يمثل الدين الفعلي للإنسانية جمعاء.

الدنمارك:
أكد الشيخ عبدالحميد الحمدي، رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي بالدنمارك أن 2500 من شريحة الشباب الدنماركي أعلنوا إسلامهم على خلفية نشر الرسومات المسيئة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصحف الدنماركية. وقد أكدت صحيفة “البوليتيكن” الدانماركية: “أن عدد الدانماركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوماً بعد آخر، وأن مواطناً دانماركياً واحداً على الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يومياً، كما أن عدد الدانماركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز 5 آلاف دانماركي.

هولندا:
حذرت الحكومة الهولندية من الإقبال المتزايد على الإسلام في أوساط الشبان الهولندي، كما حاولت فصل المدانين بجرائم ما يسمى بـ”الإرهاب” عن السجناء الآخرين؛ لمنع انتشار الإسلام في السجون. وقد أعلن “تجيبي جوسترا” المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا أنه بالرغم من أن قوانين مكافحة الإرهاب يجب أن تصبح رادعاً إلا أن المواقع الإسلامية على الإنترنت في هولندا في تزايد مستمر، ناشرة بين الشباب الفكر الإسلامي. كما شهدت مكتبات أمستردام إقبالاً كبيراً من الهولنديين على شراء المصاحف الإلكترونية المترجمة ما أدى إلى نفادها من الأسواق عقب نشر الرسوم المسيئة. وعلى جانب آخر خابت آمال النائب الهولندي “غيرت فيلدرز” فبعد عرض فيلم «فتنة» أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم خلال أسبوع من عرض الفيلم. وذكرت إحصائيات أنه في 15 سنة سيصبح نصف سكان هولندا مسلمين.

بريطانيا:
ويبدو أن الشريعة الإسلامية قد جذبت إليها الكثيرين في بريطانيا الأمر الذي تؤكده دعوة “روان ويليامز” كبير أساقفة كنيسة إنتربري: إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا ، معتبراً أنه أمر لا يمكن تجنبه قائلاً في حديث له مع إذاعة الـ”بي بي سي” في فبراير 2008م: “إن تطبيق الشريعة الإسلامية أمر لا مفر منه لتماسك المجتمع البريطاني، ويبلغ عدد المسلمين فى بريطانيا 2.5 مليون مسلم. وكشفت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية في مارس 2008م أن عدد مرتادي المساجد في بريطانيا تفوق على نظيره بالكنائس في كل من إنجلترا وويلز. محذرة من أنه إذا استمرت هذه الميول فإن مرتادي الكنائس لحضور صلوات الأحد سيتراجع إلى 678 ألف مصلٍّ بحلول عام 2020م. ومع هذا العام سيرتفع عدد المسلمين الذين يرتادون الجوامع لأداء صلاة الجمعة إلى 683 ألفاً.

أميركا:
في تقرير نشره موقع الـ(سي إن إن) بعنوان: النمو السريع للإسلام في العالم الغربي، يعترفون أن أعداد الذين يعتنقون الإسلام كل عام في العالم الغربي كبير جداً وهو في تسارع مستمر، ففي 12 سنة تم بناء أكثر من 1200 مسجد في الولايات المتحدة الأميركية (بمعدل مئة مسجد سنوياً)، والشيء العجيب أن معظم الذين يعتنقون الإسلام من الأميركيين يتحولون إلى دعاة للإسلام بعد أن يلتزموا بشكل مذهل بتعاليم الإسلام. ويؤكد معظم الباحثين أنه بالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة بأن أكثر من عشرين ألف أميركي يعتنقون الإسلام كل عام وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)! فعلى العكس مما هو متوقع بأن أعداد المسلمين الجدد ستنخفض، إلا أن النتيجة جاءت على عكس الحسابات، فقد أظهرت الإحصائيات الجديدة أن عدد الذين يدخلون في الإسلام ازداد بشكل كبير بعد أحداث سبتمبر.
وهذه عينة من التصريحات والاعترافات التي أدلى بها بعض ممن اعتنق الإسلام من الغربيين.
- بعد اعتناق الضابطة البريطانية ياسمين رحمن الإسلام: «الإسلام هو الأقرب إلى نفوس البشر».
ياسمين رحمن ضابطة في شرطة المواصلات متبحرة في الدين الإسلامي، تقول إنها قبل نطقها بالشهادتين كانت علمانية لم تعتنق أي دين، ولم تكن تذهب إلى الكنيسة، ولكنها تشعر اليوم أن الإسلام حقاً هو الدين الذي يصل العبد بربّه مباشرة عن طريق التوحيد والعبادة، مما يبعث السكينة في النفس والطمأنينة، ويجلب السعادة للمخلوق بهذه العلاقة الفريدة المشتملة على الحب والخوف والرجاء والخضوع لله تعالى. وتضيف الضابطة ياسمين أنها كانت تعاقر الخمر قبل دخولها الإسلام، وعندما تتذكر تلك الأيام حين كانت تذهب مع أصدقائها إلى الأندية تشعر بالندم، وتوضح أن الإسلام هو الأقرب إلى نفوس البشر، وتقول إن اليوم الذي اعتنقت فيه الإسلام ونطقت بالشهادتين «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله» في مسجد شرق لندن أواخر إبريل/ نيسان من العام الماضي يعتبر علامة فارقة في حياتها، أي بين الحق والباطل.
- أما الآنسة الفرنسية ت ماري فالوت والتي اعتنقت دين الإسلام قبل ثلاث سنوات بعد أن حارت في الإجابة عن أسئلة روحية معينة منذ طفولتها ولم تجد لها أية أجوبة شافية في المعتقد الكاثوليكي، فقد أكدت أن الشك الذي كان لديها اختفى بالكلية مع اعتناقها الإسلام، وتقول: ‘الإسلام هو رسالة الحب والتضحية والسلام. ولدى سؤالها عما إذا كانت قد آمنت بدين الإسلام بسبب رغبتها في استمرار علاقة حب مع رجل مسلم أو ما شابه، تضحك الشابة الفرنسية وتقول: «إنني عندما أخبرت زملائي في العمل أنني اعتنقت الإسلام كان رد فعلهم الأول هو توجيه السؤال نفسه لي، وما إذا كان هناك شخص مسلم أريد الارتباط به، ولم يصدق أحد منهم أنني إنما أقبلت على هذا الدين بمحض إرادتي الحرة المستقلة عن أية مصلحة شخصية». وتضيف فالوت: «في الحقيقة، لقد أحببت الطريق الذي يرسمه دين الإسلام للتقرب إلى الله، لأن الإسلام يقدم الطريق الأكثر انضباطاً وسهولة في الوقت نفسه، وهذه السهولة تنبع من كونه طريقًا واضح المعالم، وانا كنت أبحث عن القواعد التي تنظم السلوك وعن مبدأ الاتباع، والمسيحية لم تنجح في أن تعطيني ما أبحث عنه».
- جو (أحمد دوبسون) نجل (فرانك دوبسون) وزير الصحة البريطاني وأحد أعضاء حكومة (بلير) حيث اعتنق الإسلام قبل 13 سنة. يقول الأخ أحمد عن بداية طريق الهداية «كانت عملية تحول تدريجي، لا ثورة مفاجئة في اعتناقي للإسلام، وإن والدي كان يهديني كتباً إسلامية بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة» واستطرد (جو أحمد) 35 عاماً، قائلاً: «لقد ترعرعت في حي يقطنه عدد كبير من المسلمين، والتحقت بمدرسة فيها أطفال مسلمون، وفي السادسة عشرة من عمري قرأت معاني القرآن الكريم بنسخة مترجمة بالإنجليزية أعارني إياها صديقي سامي (من أصل بنغلادشي)، وإني آمل أن أزور السعودية لأداء مراسم العمرة ومناسك الحج، والذي شجعني على الإسلام نمط حياة المسلمين الذي رأيته في إندونيسيا حين زرتها وأنا ابن العشرين».
- فريدرك دوبلس مدافع نادي سوشو الفرنسي، قال عن بداية اعتناقه الإسلام: «كان ذلك قبل عامين، وكان الأمر بالنسبة لي تحدياً كبيراً. ولكن بحمد الله أعلنت إسلامي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، ووجدت بذلك اختلافاً كبيراً جداً سواء على صعيد حياتي الشخصية أم العامة، ووجدت قيمة نفسي في ذلك، الأمر أكبر من وصفه أو شرحه، هناك راحة نفسية وروحانية عظيمة، لاسيما عندما نكون في الأماكن المقدسة». وقد أشارت تقارير صحفية سعودية أن العديد من نجوم كرة القدم بالدوري الفرنسي قاموا بزيارة الأماكن المقدسة بعد اعتناقهم الدين الإسلامي، مشيرةً إلى أن الإسلام انتشر بقوة في صفوف الفرق الأوروبية (نذكر جاك فاتي السنغالي الأصل، الفرنسي الجنسية، مدافع فريق سوشو الفرنسي، وأنيلكا مهاجم تشلسي الإنجليزي، ونجم المنتخب الفرنسي ريبيري).
- نيكول كوين من ولاية دالاس الأميركية دخلت الإسلام فى مايو 2007م تقول: «كنت أعيش حياتى تماماً مثل أقراني الأميركيين، فكنت أشرب الخمر وأسمع الأغاني وأعمل فى الملاهي الليلية والتصوير، إلا أننى لم تعجبني هذه الحياة، وكنت أريد شيئاً ليغيرني، فأخبرني بعض الأصدقاء عن نوع مختلف من المحاضرات كى أسمعها، وهي محاضرات عن الإسلام، فبدأت أقرأ الكثير والكثير عن الإسلام، وأتابع المحاضرات التى تحكي قصص بعض الأميركيين الذن اعتنقوا الإسلام، وماذا فعلوا، فقلت فى نفسي: لمَ لا أكون مثلهم؟ وكان هذا أحد الأسباب التى جعلتني أعتنق الإسلام، وبعد ذلك قرأت عن الإيمان وكيف أُدخله إلى قلبي، وعندما نطقت الشهادتين تغير كل شيء فى حياتي. ثم بدأت أذاكر وأدرس وأبحث بنفسي، وقمت بجمع المعلومات عبر الإنترنت حيث كنت أظل ساهرة حتى الخامسة صباحاً أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بى لأتعلم وأقرأ عن الإسلام، وقررت أن أغير كل شيء فى حياتي على الفور، وبالفعل كنت قادرة على ذلك، فسرعان ما تغيرت حياتي، لقد فهمت أشياء كثيرة لم أكن أفهمها قبل أن أقرأ عن الإسلام».
- الشاب السويدي يواكيم لوكركرين وقد أسمى نفسه بلالاً بعد اعتناقه الدين الإسلامي، يتحدث عن إسلامه فيقول: «كانت البداية عندما انتقلت إلى مدينة نورشوبينغ للدراسة الجامعية وتعرفت إلى صديق مسلم يدعى خالد، وكان دائماً ما يحدثني عن الإسلام. في بداية الأمر لم تكن نفسي تتقبل وخاصة مع نظرتي السلبية واعتقادي أن الإسلام له متطلبات كثيرة، ولكن مع استمراره في الحديث عن الإسلام طوال أربع سنوات بدأت بالتفكير والاقتناع شيئاً فشيئاً حتى هدى الله قلبي إلى الإيمان». وعندما سئل عن سبب اختياره للإسلام أجاب: «اخترت الإسلام لوجود فرق كبير بينه وبين غيره من الأديان، فهو دين المنطق وموافق للعقل».

خاتمة
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وقد أودع فيه إحساساً فطرياً بوجود الله عز وجل، وينمو هذا الإحساس إذا وجد الإنسان من يغذي هذه الفطرة ويوجهها إلى الطريق السليم، بينما ينحرف إذا نشأ في بيئة غير إسلامية تزرع في داخله مبادئ تتناقض مع ما هو موجود بالفطرة لديه، ويؤكد القرآن الكريم على حقيقة كون الإسلام دين الفطرة بقوله: (وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) [الروم 30] ولأن الإسلام هو دين الفطرة الذي عرف أسرارها وكشف خباياها وأشبعها إشباعاً متزناً فقدم لها نظاماً يعالج الإنسان في كل شؤون حياته بحيث يشعر بالاطمئنان والأمان... فقد قدم لها ما يصلحها وما يصلح لها من تعاليم وسنن وتوجيهات وأجوبة شافية على تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان وأجاب عنها بإجابات عقلية صحيحة جد قوية وجد بسيطة، إنه الإسلام ككل الذي قالت فيه الفرنسية المهتدية “سيلفي فوزي”: «لقد وجدت في الإسلام منهاج حياة يجيب عن كل التساؤلات، وينظم للإنسان حياته وفق ما ينفعه ويتناسب مع فطرته… ملبسه ومأكله وعمله ونظام زواجه، اختياراته في الحياة، علاقاته بالآخرين… ومن ثم فلا عجب أن من يلتزم بالإسلام يستشعر الاطمئنان والأمان النفسي الذي هو في رأيي أهم العناصر لاستمرار الحياة». إن أمة الإسلام قد يتعثر عطاؤها في مرحلة من المراحل ولكنه لا يتوقف، وها هي بشائر النصر تلوح في الأفق، تبشر بفجر جديد تعود بالأمة إلى سابق عهدها لتستأنف المسير ولتباشر دورها الريادي في قيادة الأمم والشعوب كما قدر الله لها أن تكون، ولتعود الفتوحات الإسلامية من جديد لحمل الإسلام رسالة إلى العالم لإنقاذه مما هو فيه من ظلم وشقاء، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ [أي ضم وجمع]، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا،...» (رواه مسلم). وقال: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» (أخرجه أحمد).

وهذا أمر كائن قريباً إن شاء الله، فلذلك ترى الحكومات والمنظمات التنصيرية في الغرب ترصد ميزانيات مالية ضخمة لوقف المد الإسلامي، ومواجهة تيار الأسلمة الذي استطاع اختراق الخارطة الأوروبية بقوته الذاتية ومعجزته القرآنية، ولإعطاء الإسلام والمسلمين ومناطق تواجدهم الصورة القاتمة المفزعة، وتحاول تصوير منطقة الشرق الأوسط كمنطقة عدم استقرار وقلاقل وحروب عرقية وأهلية وعنف غير مفهوم وأمراض وأوبئة وآفات أخرى لا تحصى... فترى محاولات تشويه الإسلام تنطلق غربياً من كل حدب و صوب، ففي فرنسا تمنع النساء من ارتداء الحجاب في الجامعات، وفي غوانتنامو يمزق القرآن الكريم وتوضع أوراقه بالمراحيض، في الدنمارك تنشر الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي سويسرا أجري استفتاء شعبي بغالبية 75.5% من أجل منع بناء المآذن في بلادهم... ومن جهة أخرى ترى الصحف الغربية أنها تطلق التحذيرات من الانتشار الواسع لدين الإسلام بين النصارى، ومن ذلك ما جاء في مقال نشر في مجلة (التايم) الأميركية «... وستشرق شمس الإسلام من جديد، ولكنها هذه المرة تعكس كل حقائق الجغرافيا، فهي لا تشرق من المشرق كالعادة، وإنما ستشرق في هذه المرة من الغرب». أما جريدة (الصاندي تلغراف) البريطانية فقالت: «إن إنتشار الإسلام مع نهاية هذا القرن ومطلع القرن الجديد يعني الذي نحن فيه -ليس له من سبب مباشر إلا أن سكان العالم من غير المسلمين بدؤوا يتطلعون إلى الإسلام، وبدؤوا يقرؤون عن الإسلام، فعرفوا من خلال اطلاعهم أن الإسلام هو الدين الوحيد القادر على حل كل مشاكل البشرية» وقالت مجلة (لودينا) الفرنسية بعد دراسة قام بها متخصصون «إن مستقبل نظام العالم سيكون دينياً، وسيعود النظام الإسلامي على الرغم من ضعفه الحالي، لأنه الدين الوحيد الذي يمتلك قوة شمولية هائلة». وإضافة إلى ذلك يقوم الغرب بتنظيم تنظيم ندوات ومحاضرات ومهرجانات ثقافية في العواصم الغربية للحديث عن الإسلام والمسلمين والجهاد والمجاهدين، ومن أجل تشويه المفاهيم الإسلامية لدى المفكرين والمثقفين في أوروبا وأميركا على وجه الخصوص.

إن على أصحاب الفكر والرأي من المسلمين ضرورة إعادة دراسة الواقع الفكري والسياسي، ودراسة أساليب الخطاب الديني والثقافي في التعاطي مع الغرب، من أجل وضع حد لعمليات التعبئة والتشويه للإسلام والمسلمين التي تقوم بها المؤسسات اليهودية و المسيحية بالتنسيق. وعلينا ان لا ننشغل بالرد والدفاع عن أنفسنا وإسلامنا، وإن كان مطلوباً، بل علينا أن نقتدي بنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن نحسن الدعوة وأساليبها لنستميل القلوب والعقول بصورة فكرية قوية وبصورة عملية أقوى منها. ففي الوقت الذي يجب فيه مواجهة الحملة الغربية المنكرة على الإسلام، علينا أن نعرف كيف نسلك الطريق في الوقت نفسه للوصول إلى النفوس العطشى من الشعوب الغربية التي اكتوت بنيران الرأسمالية وذاقت خواءها الروحي وفراغها من القيم إلا القيمة المادية الجشعة... وأحبت التغيير لتتخلص مما هي فيه، فعلينا أن نقنعها بالإسلام بالرغم من كل هذه الحملة الشرسة. وهنا الرهان وأهمية النجاح، وإن كنا ندرك أنه لا حل جذرياً إلا من خلال قيام خلافة إسلامية راشدة تضع كل الأمور في نصابها، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال 36].

بقلم : محمود الأحمد

ليست هناك تعليقات: